جريدة مصر الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حماس بين المـرّ والأمـرّ ، إنحسار أم انشطار ؟؟// محمد عبدالر

اذهب الى الأسفل

حماس بين المـرّ والأمـرّ ، إنحسار أم انشطار ؟؟// محمد عبدالر Empty حماس بين المـرّ والأمـرّ ، إنحسار أم انشطار ؟؟// محمد عبدالر

مُساهمة  المشرف العام السبت نوفمبر 17, 2007 8:06 pm

حماس بين المـرّ والأمـرّ ، إنحسار أم انشطار ؟؟

محمد عبدالرحمن
تأخذ العزة بحركة حماس ذات الأساس الديني إلى اقتراف ما هو أبعد من الإثم بالمفهوم الإسلامي ، تأخذها إلى استباحة الدم الفلسطيني الحرام في الزمان الحرام والمكان الحرام ، تدفعها انفعالات الشعور القهري الطاحن بالغبن إلى مهاوي الصدام العدمي مع امتدادها الوطني ، وبعكس حركة فتح المتحررة ذات الصبغة الأيديولوجية القوس قزحية فإن حماس المقيدة بأغلال أيديولوجيتها المتحفظة ـ إن لم نقل المتخشبة ـ لا تجيد تبعاً لذلك فنّ المناورات البينية والقفز بين الألغام ولا تتقن صنعة الإصغاء اللماح إلى احتياجات الشارع الفلسطيني للمألوف الإنساني من متطلبات الحياة ، فهي بالكاد تميز نبضات القلب الملهوف على الحبيب عن ضربات الدماغ الموجوع بالخطابات الجوفاء عن عويل الأم المفجوعة بالفقيد عن نحيب الإطفال على الحليب عن صراخ الجرحى في شوارع الإقتتال الأخوي الإنتحاري فكلها عندها أصداء تحررية وطنية لاغير!!.

وقدر تعلق الأمر بقراءتها لغائية السلطة فإنها اختصرتها بتكثيف ديني وتقتير دنيوي إلى محض وسيلة لأدلجة الناس بالإكراه وزجّهم في ما تعتبره الصراط المستقيم الوحيد اليتيم ، فكان تالياً أن كره المواطن الفلسطيني السلطة في حماس مثلما كره حماس في السلطة ، وهكذا ومن حيث لم تفعلها فتح بقدر ما أهدتها لها حماس فقد استعادت الأولى المبادرة التي سبق وفقدتها بخلاف عادتها حين أغشـت عينيها حُجب السلطة الغاوية حتى عجزت عن رؤية وتقدير الوزن الحقيقي لحماس في ميزان الإنتخابات التشريعية الفائتة ، ولكي تكتمل الصورة : فقد جاءت الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد أبو عمار لتحولها عفوية الجماهير إلى مناسبة لإستفتاء شعبي عارم أعطى لفتح على حساب حماس عن قصد وعن غير قصد بعض ما للختيار من رصيد تاريخي غير مسبوق في ثنايا الضمير الفلسطيني الجمعي كما في خزائن الوعي الوطني الفلسطيني الجماعي .

ولعل في ما لم يعد سراً من خلافات داخلية محتدمة على المستويين الأفقي والعمودي في هرم حماس ما يشير إلى تفاقم الخلل الذي يعصف بهذا التنظيم ، وهنا لا بد من الإقرار بأنّ حداثة التجربة السلطوية الحمساوية كانت من بين الأسباب التي كمنت وراء القصور في الإداء العام لحماس الحكومة المفوضة في رام الله قبل أن تتحول إلى حماس الحكومة المقوضة في غزة ، كما لا يخفى أنّ الموقف الإسرائيلي المطلق العدائية من فكرة تصديها لمقاليد السلطة والتمنع الفتحاوي عن ترجمة الإقرار بالهزيمه الإنتخابية أمامها الى واقع سياسي والصّد الإقليمي لها والفيتو الدولي عليها كلها عوامل موضوعية ساهمت في تعزيز حالة الإرباك التي اعترت عموم مسيرتها الحكومية الرسمية القصيرة العمر، لكنّ هذا ليس كل ما كان وراء المأزق الذي أوصل حماس إلى راهن الخانق الضيق ، فثمة قبله أسباب (ذاتية) أصيلة دفعت بها إلى هذا الدرك المحفوف بالمخاطر وتقف على رأسها مغامرة القفز من خيار المعارضة إلى خيار السلطة ، وبهذا الصدد وسواء نسيتها حماس (وتلك مصيبة) أم تناستها (وتلك مصيبة أعظم) فإنّ حدود الممكن (العملي) المتوخى من سلطة فلسطينية تخلـّقت في حاضنة تسووية دولية هي غير حدود المطلق (النظري) المستهدف من حركة ثورية إسلاموية تخلـّقت في رحم القضية الفلسطينية ، وبكلام آخر: فإن حماس عندما قفزت إلى مركب السلطة فقد ترتب عليها الإبحار في المحيط السياسي الدولي إلى ذات البر الوطني الذي سعى إلى بلوغه الرّبان الفتحاوي مسترشداً بالبوصلة التسووية قبل أن يسلمها الدفة ، أما أن تغيـّر حماس من مسار هذا المركب وتقوده نحو المجهول على وفق اجتهادها الأيديولوجي ـ الثوري لا لشيء إلا لكي تبدو الأكثر تماهياً مع ما لا يبرح مخيال الكل الفلسطيني من سموّ (الفكرة) الكبرى فهذا ما يجعلها في أعراف الملاحة السياسة أقرب إلى القرصان منها إلى الرّبان.

وبالتأكيد فهي بهذا الوصف لن ترى من الراكب الفلسطيني والمراقب الإقليمي والدولي سوى ما رأته بأم عينها من ازدراء شبه جماعي لمجمل سيرتها السلطوية سيما وأنها لم تكتف بإشهار عدائها للعملية السياسية التي جاءت بها إلى المجلس التشريعي والحكومة بل هي ذهبت إلى تخوين الشريك الفتحاوي لأنه عاب عليها الإستمرار في استعراضاتها القتالية العبثية بالصواريخ التي لا تصيب من إسرائيل سوى وتر الإنتقام فيرتد هذا وبالا ميدانياً عشوائياً على الجماهير التي انتخبت حماس لا لكي تقودها فوراً ورأساً إلى القضاء على إسرائيل وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وإنما لكي تعينها (بعفتها الأخلاقية وحصانتها الدينية) على الخلاص من أوبئة الفساد في بيئة سلطة حاوية لمختلف أنواع الطفيليات الفاسدة المفسدة ، فإذا بحماس بدلاً من ذلك تستمرئ ما كان ينبغي عليها (وهي الزاهدة) أن تتجنبه من محرّم الإقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني على كراسي ومباني ومكاتب وغلال وريع السلطة الدنيوية (الزائلة) !! ، أما لجهة الإحتلال الإسرائيلي فقد راحت صواريخها المنطلقة إلى حافات المستوطنات من منصاتها الإرتجالية المتنقلة بين أطراف القرى والبلدات والمخيمات الغزاوية ترشد أسراب التنانين الإسرائيلية لتقذف بحممها حتى على كل بسطة (معدنية) لبائع خضار ، فيما على مستوى الخطاب السياسي لم ينفك (أغلب) قادتها وكوادرها يجترحون المعجزات لتوسيع دائرة الأعداء بوازع من الشعور القهري الطاغي بانصراف العدالة عن تظلماتهم وشكاواهم من سياسات فتح الإستئثارية وكذا من الإجحاف العربي الرسمي بحقهم والفيتو الدولي عليهم ، وللحق ففي كل هذا معهم كل الحق إلا فيما يتعلق بتشخيص الأسباب الذاتية الكامنة وراءه !!، وهنا بالضبط يمكن للمراقب أن يلتقط الثيمة من بين سطور (البعض) القيادي الحمساوي الذي تجرأ مؤخراً خلافاً للمألوف على تدوين انتقاداته المريرة لأداء حركته على صفحات المساجلة العلنية ، ولعل في هذه التداعيات ما يؤشرعلى مفترق من نوع مّا قد تبلغه حماس في قادم الأيام ، على أنّ الإصابة البليغة التي لحقت بها جراء قفزتها غير المحسوبة من خيار المعارضة الرافضة للسلطة إلى معمعان السلطة قد فعلت فعلها وتركت أثرها المزمن في جسدها ، وليس من باب التنجيم القول بأنها قد قلصت أمامها من فرص تجنب أحدى الوجهتين : الإنحسار المرّ أو الإنشطار الأمرّ .

http://misralhura.wordpress.com/2007/11/18/%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%80%d8%b1%d9%91-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%80%d8%b1%d9%91-%d8%8c-%d8%a5%d9%86%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%86/

m.abdelrahmaan@yahoo.com
المشرف العام
المشرف العام
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 28
العمر : 55
الموقع : http://misralhura.tk
العمل/الترفيه : صحفي
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

https://misralhura.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى