الحلقة الاولى : لهجمات 11 سبتمبر:بقلم محمد سعدي حلس
صفحة 1 من اصل 1
الحلقة الاولى : لهجمات 11 سبتمبر:بقلم محمد سعدي حلس
الحلقة الأولى
التحليل السياسي لهجمات 11 سبتمبر
بمناسبة اقترابنا من الذكرى السنوية السابعة لهجمات 11 أيلول سبتمبر
بعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق المتزعم للمنظومة الاشتراكية التي كانت تعرف بالكتلة الشرقية سابقاً من جانب ومن جانب آخر الامبريالية الأمريكية التي كانت ومازالت تتزعم الكتلة الرأسمالية الاحتكارية (الامبريالية ) في العالم وما كان يعرف بالكتلة الغربية وذلك بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته واستقلالها عنه لما كانت تمثله من نفوز وثقل كبير وتوازن قوة في العالم فأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب الأوحد والشرطي الوحيد في العالم بنظامها الامبريالي الحاقد على حركات التحرر في العالم ونزعتها الانفرادية والهيمنة المطلقة على كافة المؤسسات الدولية والتدخل في شئونها الداخلية والتلاعب في قراراتها وتسخيرها إلى خدمة المصالح الصهيوأمريكيه المنتشرة كوباء الطاعون في العالم والممارسة الغير أخلاقية والعنصرية وقمعها التعسفي لأفكار وأراء واقتراحات مندوبي الدول المشاركة في هذه المؤسسات الدولية حتى طال ذلك حلفائها الاستراتيجيين إبان الحرب الباردة ولقد كشف النقاب أيضاً عن مسودة رسمية سرية تم أعدادها بعد انتهاء الحرب الباردة بين قطبي الشرق والغرب وكان يُعمل بها ولكن تم تسريبها في بداية عام 1992م أي قبل هجمات 11 سبتمبر من عام 2001م أي قبل الأحداث بحوالي عشرة أعوام والتي تحدثت عن إن هدف الولايات المتحدة الأمريكية الرئيسي والاستراتيجي سيكون إغلاق الباب أمام أي منافس مستقبلي قد يتحدى التفوّق الأمريكي . إن هذا الفكر السياسي الإقصائي والمتغطرس والمتسلّط للقطب الأوحد استُنكر وأُدين وشُجب من قبل حلفاء أمريكا الجدد والقدامى ، حيث إن الامبريالية الأمريكية قد أسرت على أن يبقى هذا الشعار على سلم أولويات الأجندة الأمريكية .
ومن مقولات احد كبار المنظرين للمحافظين الجدد في أمريكا يقول :
نحن الآن أقوى قوة في العالم ولا توجد قوة في العالم تستطيع مجابهتنا وليس هناك مشكلة في العالم لا نستطيع حلها بالقوة العسكرية والجندي الأمريكي يستطيع أن يقتحم أي مكان يريده .
ويذكرنا هذا المنظر بشعار هتلر والجيش النازي إبان الحرب العالمية الثانية وهو (( الجندي الألماني سيد الكون )) .
ولم تتوقف السياسة الأمريكية عند ذلك بل تعدت كل الخطوط بما فيها الخطوط الحمراء بتدخلها في الشئون الداخلية لدول العالم بأثرة ولم تستثني من ذلك حتى حلفائها الاستراتيجيين التاريخيين والجدد أيضاً وهذا مما دفع العديد من الدول أن تنقب وتبحث عن تحالفات أخرى بسبب استنكارها واحتجاجها وتضرر مصالحها من السياسة الخارجية للامبريالية الأمريكية وفكرة الاستعمار الجديد
( الإمبراطورية الصهيوامريكية ) والنفوذ المتنامي لسياسة الحركة الصهيونية والحكومة الإسرائيلية في العالم وانسجامها الكامل ومشاركتها الكبيرة في رسم السياسة الأمريكية التي تنسجم مع أطماعها الاحتلالية والاستيطانية التوسعية حيث أن طموحها التوسعي الاستيطاني يهدف إلى احتلال العالم وأن تكن الولايات المتحدة الأمريكية ولاية من ولايات إسرائيل التوسعية الكبرى ( العنصرية ) . وبدأ الحراك الاجتماعي والسياسي طريقه إلى محاولة بلورة اصطفاف جديد أمام هذه العنجهية الصهيوامريكية .
واصطدمت السياسة الخارجية للامبريالية الأمريكية في قضايا عديدة كبيرة وشائكة من أهمها :
1- دعمها القديم الجديد اللا محدود للكيان الصهيوني الاستيطاني الغاصب والدفاع عنه في كل المحافل الدولية رغم الجرائم الذي يرتكبها يوميا في فلسطين وفي لبنان وفي العديد من الدول الأخرى والدفاع عن برنامجها النووي ودعمه اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً .
2- محاولة تمرير برنامج فرض العقوبات الزكية على العراق والذي قوبل بالرفض من كافة دول العالم ما عدا الكيان الصهيوني المجرم .
3- فقدان مصداقيتها أمام الرأي العام العالمي وعدم قدرتها على حشد تحالفات عسكرية وسياسية أخرى لاحتلال دولة أو تمرير مشروع سياسي على أي دولة تريد تمريره .
4- الأزمة الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي باتت تعرف بأزمة طرد الجواسيس ( طرد السفراء ) .
5- وأزمة طائرة التجسس الأمريكية التي تم احتجازها في الصين ورفض تسليمها قبل فحصها وقد تم فحصها رغم أنف الامبريالية الأمريكية حتى أصبحت تشعر أمريكا بالخطر القادم من الصين .
6- وكذلك منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الأمريكي الفاشي المتصهين (جورج بوش الابن ) إلى الرئاسة في شهر يناير من عام 2001م ، انشغلت إدارة الموت الأمريكي بإقامة الدرع الصاروخي بحجة توفير الأمن والأمان والحماية للولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا مما جعل العالم في حالة من عدم الاستقرار والتخوف واجمع الغالبية العظمة من العالم على رفض هذا النظام الصاروخي الذي يهدد آمن واستقرار دول العالم بأثرة .
7- انعقاد مؤتمر دوربان في جنوب أفريقيا في أواخر شهر أب واستمر حتى أوائل شهر أيلول سبتمبر 2001م والذي سبق هجوم الطائرات على أبراج التجارة العالمي والبنتاغون بأيام قليلة والذي اتهم الحكومتين الأمريكية والصهيونية بالعنصرية لما ترتكبه من مجازر وقتل وقمع وتشريد والتفريق بين البيض والسود وسياسة خارجية عنصرية اللتان تستخدمهُما هذان الدولتان ضد الأنظمة والحكومات والشعوب الأخرى , واللتان انسحبتا من اجتماعات المؤتمر ذلك الحكومتان بعد إجماع جميع المؤتمرين على إدانة الصهيوامريكية ووصفها بالعنصرية (الخ ).
8- امتعضت جميع دول العالم بشكل عام والدول الموقعة على المعاهدة بشكل خاص من السياسة الخارجية الأمريكية عندما أعلنت عن انسحابها من اتفاقية الحد من الصواريخ الباليستية وهذا مما يشعر العالم بحالة من القلق وعدم الارتياح من السياسة الأمريكية الجديدة وكذلك يشعرها بالخوف على مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية .
9- رفض الولايات المتحدة اتفاقية الحد من إنتاج الأسلحة الصغيرة والخفيفة وإعلان الانسحاب الكامل من اتفاقية وقف إنتاج الأسلحة البيولوجية والإصرار على المضي قدما في إنتاج ذلك الأسلحة .
هذا من جانب ومن جانب أخر على الصعيد الاقتصادي ، تنامي دور وقوة النمور الأسيوية في الجانب الاقتصادي والتصنيع الثقيل وذلك بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وأيضاً التفوّق الذي حققته النمور والدول الآسيوية : سنغافورة، ماليزيا، تايوان، كوريا الجنوبية واندونيسيا إضافة إلى الهند والصين وتايلاند في الصناعة والتنمية على الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت قوة اقتصادية جبارة لا يمكن الاستهانة بها وأخذت هذه الدول ترسم طريقها في بلورة نفسها كقطب يرفض الهيمنة الامبريالية والصهيونية رغم ما تعرضت له من عاصفة اقتصادية كادت أن تعصف بهذه الدول بسبب انهيار عملاتها المرتبطة بالدولار الأمريكي ولكن مقوماتها وخططها الاقتصادية حمتها من الانهيار المحتوم .
وكذلك النمو الاقتصادي الروسي المطرد في مجال الطاقة ومحافظتها على تحالف الكومنولث ونسج علاقات اقتصادية وصفقات نفطية بين بعض الدول الأسيوية وروسيا وكذلك العلاقة القوية بين روسيا وإيران والعلاقة المتنامية بين السعودية وروسيا ونجاح روسيا على الصعيد الخارجي وخاصة في الاتحاد الأوروبي والدول الصناعية الكبرى والحفاظ على ترسانتها النووية وقوتها ونفوذها العسكري وكذلك صفقاتها العسكرية مع العديد من دول العالم .
أما العملاق الصيني القوي القادم بصمت مرعب عاملاً بالمقولة التي تقول ( الهدوء الذي يسبق العاصفة )، واقتصاد متين لا يمكن الاستهانة به، وخطة اقتصادية وعسكرية إستراتيجية تؤسس إلى بلورة تحالف وربط دول عالمية وحركات تحررية في جميع الأقطار والدول العالمية بها، وتحالفات اقتصادية سياسية , وأزمة التكنولوجيا الالكترونية التي اخترقت الأسواق التي كانت محسوبة على الولايات المتحدة وحلفائها سابقاً وحتى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية الداخلية قد تم اختراقها .
ولقد سخرت الترسانة الإعلامية الأوروبية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص لتحاول وصف الصين بالقوة الاستعمارية الجديدة التي تحاول استعمار القارة السمراء بقوة النفوذ الاقتصادي . بسبب الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة التي أبرمها الرئيس الصيني خلال زيارته الأخيرة لدول القارة السمراء.
وتنامي قوة الهند وباكستان والصين نووياً وكذلك الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق والتقارب الإيراني السعودي والنفوذ الإيراني في المنطقة في دعمه إلى الحركات الدينية ونموها المطرد , وكذلك التحالف الغير معلن بين إيران كوبا وفنزويلا وبعض الدول الأخرى , والبرنامج النووي الإيراني وما يمثله من مصادر قوة لإيران بشكل خاص والمنطقة بشكل عام والتخوف من إعادة رسم التحالفات في المنطقة .
والعراق وما تمثله من قوة مانعة وصلبة أمام الأطماع التوسعية الصهيونية في المنطقة العربية وفي فلسطين ودعمها الكبير للانتفاضة الفلسطينية الباسلة واحتضان التنظيمات الفلسطينية ودعمها ماليا ولوجستياً ودعم صمود الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل المتاحة لديه رغم الحصار والمعاناة الذي يعانيها الشعب العراقي من أثار الحصار الظالم المفروض على الحكومة والشعب العراقي الشقيق ولكن العراق حكومتاً وشعباً لم يدخروا جهداً للدفاع عن المصالح العربية ودعم مقومات الصمود لدى الشعوب العربية , هذا من جانب ومن جانب أخر يعتبر العراق معلم من معالم الحضارة والتراث العربي والإسلامي .
ويعتبر العراق الشقيق أيضاً ثروة علمية قومية لما يمتلكه من ترسانة كبيرة جداً من العلماء والمثقفين في شتى المجالات وهذا يهدد بشكل مباشر وغير مباشر الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني معاً .
ويعتبر العراق الشقيق من أكبر الدول المؤثرة في المنطقة رغم الحصار المفروض علية لما يمتلكه من وضوح في الرؤيا السياسية , وقوة نفطية كبيرة , وبرنامج دعم حركات التحرر العالمية بشكل عام والعربية والفلسطينية بشكل خاص , وهذا يجعل من العراق الشقيق قوة لا يُستهانُ بها .
وهناك العديد من الأمثلة في اصطدام السياسة الخارجية الأمريكية والأطماع التوسعية الصهيونية ولكن اكتفي بهذه الأمثلة التي ذكرتها أعلاه .
بقلم
محمد سعدي حلس
يتبع
اتبعونا في الحلقة القادمة
التحليل السياسي لهجمات 11 سبتمبر
بمناسبة اقترابنا من الذكرى السنوية السابعة لهجمات 11 أيلول سبتمبر
بعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق المتزعم للمنظومة الاشتراكية التي كانت تعرف بالكتلة الشرقية سابقاً من جانب ومن جانب آخر الامبريالية الأمريكية التي كانت ومازالت تتزعم الكتلة الرأسمالية الاحتكارية (الامبريالية ) في العالم وما كان يعرف بالكتلة الغربية وذلك بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته واستقلالها عنه لما كانت تمثله من نفوز وثقل كبير وتوازن قوة في العالم فأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب الأوحد والشرطي الوحيد في العالم بنظامها الامبريالي الحاقد على حركات التحرر في العالم ونزعتها الانفرادية والهيمنة المطلقة على كافة المؤسسات الدولية والتدخل في شئونها الداخلية والتلاعب في قراراتها وتسخيرها إلى خدمة المصالح الصهيوأمريكيه المنتشرة كوباء الطاعون في العالم والممارسة الغير أخلاقية والعنصرية وقمعها التعسفي لأفكار وأراء واقتراحات مندوبي الدول المشاركة في هذه المؤسسات الدولية حتى طال ذلك حلفائها الاستراتيجيين إبان الحرب الباردة ولقد كشف النقاب أيضاً عن مسودة رسمية سرية تم أعدادها بعد انتهاء الحرب الباردة بين قطبي الشرق والغرب وكان يُعمل بها ولكن تم تسريبها في بداية عام 1992م أي قبل هجمات 11 سبتمبر من عام 2001م أي قبل الأحداث بحوالي عشرة أعوام والتي تحدثت عن إن هدف الولايات المتحدة الأمريكية الرئيسي والاستراتيجي سيكون إغلاق الباب أمام أي منافس مستقبلي قد يتحدى التفوّق الأمريكي . إن هذا الفكر السياسي الإقصائي والمتغطرس والمتسلّط للقطب الأوحد استُنكر وأُدين وشُجب من قبل حلفاء أمريكا الجدد والقدامى ، حيث إن الامبريالية الأمريكية قد أسرت على أن يبقى هذا الشعار على سلم أولويات الأجندة الأمريكية .
ومن مقولات احد كبار المنظرين للمحافظين الجدد في أمريكا يقول :
نحن الآن أقوى قوة في العالم ولا توجد قوة في العالم تستطيع مجابهتنا وليس هناك مشكلة في العالم لا نستطيع حلها بالقوة العسكرية والجندي الأمريكي يستطيع أن يقتحم أي مكان يريده .
ويذكرنا هذا المنظر بشعار هتلر والجيش النازي إبان الحرب العالمية الثانية وهو (( الجندي الألماني سيد الكون )) .
ولم تتوقف السياسة الأمريكية عند ذلك بل تعدت كل الخطوط بما فيها الخطوط الحمراء بتدخلها في الشئون الداخلية لدول العالم بأثرة ولم تستثني من ذلك حتى حلفائها الاستراتيجيين التاريخيين والجدد أيضاً وهذا مما دفع العديد من الدول أن تنقب وتبحث عن تحالفات أخرى بسبب استنكارها واحتجاجها وتضرر مصالحها من السياسة الخارجية للامبريالية الأمريكية وفكرة الاستعمار الجديد
( الإمبراطورية الصهيوامريكية ) والنفوذ المتنامي لسياسة الحركة الصهيونية والحكومة الإسرائيلية في العالم وانسجامها الكامل ومشاركتها الكبيرة في رسم السياسة الأمريكية التي تنسجم مع أطماعها الاحتلالية والاستيطانية التوسعية حيث أن طموحها التوسعي الاستيطاني يهدف إلى احتلال العالم وأن تكن الولايات المتحدة الأمريكية ولاية من ولايات إسرائيل التوسعية الكبرى ( العنصرية ) . وبدأ الحراك الاجتماعي والسياسي طريقه إلى محاولة بلورة اصطفاف جديد أمام هذه العنجهية الصهيوامريكية .
واصطدمت السياسة الخارجية للامبريالية الأمريكية في قضايا عديدة كبيرة وشائكة من أهمها :
1- دعمها القديم الجديد اللا محدود للكيان الصهيوني الاستيطاني الغاصب والدفاع عنه في كل المحافل الدولية رغم الجرائم الذي يرتكبها يوميا في فلسطين وفي لبنان وفي العديد من الدول الأخرى والدفاع عن برنامجها النووي ودعمه اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً .
2- محاولة تمرير برنامج فرض العقوبات الزكية على العراق والذي قوبل بالرفض من كافة دول العالم ما عدا الكيان الصهيوني المجرم .
3- فقدان مصداقيتها أمام الرأي العام العالمي وعدم قدرتها على حشد تحالفات عسكرية وسياسية أخرى لاحتلال دولة أو تمرير مشروع سياسي على أي دولة تريد تمريره .
4- الأزمة الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي باتت تعرف بأزمة طرد الجواسيس ( طرد السفراء ) .
5- وأزمة طائرة التجسس الأمريكية التي تم احتجازها في الصين ورفض تسليمها قبل فحصها وقد تم فحصها رغم أنف الامبريالية الأمريكية حتى أصبحت تشعر أمريكا بالخطر القادم من الصين .
6- وكذلك منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الأمريكي الفاشي المتصهين (جورج بوش الابن ) إلى الرئاسة في شهر يناير من عام 2001م ، انشغلت إدارة الموت الأمريكي بإقامة الدرع الصاروخي بحجة توفير الأمن والأمان والحماية للولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا مما جعل العالم في حالة من عدم الاستقرار والتخوف واجمع الغالبية العظمة من العالم على رفض هذا النظام الصاروخي الذي يهدد آمن واستقرار دول العالم بأثرة .
7- انعقاد مؤتمر دوربان في جنوب أفريقيا في أواخر شهر أب واستمر حتى أوائل شهر أيلول سبتمبر 2001م والذي سبق هجوم الطائرات على أبراج التجارة العالمي والبنتاغون بأيام قليلة والذي اتهم الحكومتين الأمريكية والصهيونية بالعنصرية لما ترتكبه من مجازر وقتل وقمع وتشريد والتفريق بين البيض والسود وسياسة خارجية عنصرية اللتان تستخدمهُما هذان الدولتان ضد الأنظمة والحكومات والشعوب الأخرى , واللتان انسحبتا من اجتماعات المؤتمر ذلك الحكومتان بعد إجماع جميع المؤتمرين على إدانة الصهيوامريكية ووصفها بالعنصرية (الخ ).
8- امتعضت جميع دول العالم بشكل عام والدول الموقعة على المعاهدة بشكل خاص من السياسة الخارجية الأمريكية عندما أعلنت عن انسحابها من اتفاقية الحد من الصواريخ الباليستية وهذا مما يشعر العالم بحالة من القلق وعدم الارتياح من السياسة الأمريكية الجديدة وكذلك يشعرها بالخوف على مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية .
9- رفض الولايات المتحدة اتفاقية الحد من إنتاج الأسلحة الصغيرة والخفيفة وإعلان الانسحاب الكامل من اتفاقية وقف إنتاج الأسلحة البيولوجية والإصرار على المضي قدما في إنتاج ذلك الأسلحة .
هذا من جانب ومن جانب أخر على الصعيد الاقتصادي ، تنامي دور وقوة النمور الأسيوية في الجانب الاقتصادي والتصنيع الثقيل وذلك بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وأيضاً التفوّق الذي حققته النمور والدول الآسيوية : سنغافورة، ماليزيا، تايوان، كوريا الجنوبية واندونيسيا إضافة إلى الهند والصين وتايلاند في الصناعة والتنمية على الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت قوة اقتصادية جبارة لا يمكن الاستهانة بها وأخذت هذه الدول ترسم طريقها في بلورة نفسها كقطب يرفض الهيمنة الامبريالية والصهيونية رغم ما تعرضت له من عاصفة اقتصادية كادت أن تعصف بهذه الدول بسبب انهيار عملاتها المرتبطة بالدولار الأمريكي ولكن مقوماتها وخططها الاقتصادية حمتها من الانهيار المحتوم .
وكذلك النمو الاقتصادي الروسي المطرد في مجال الطاقة ومحافظتها على تحالف الكومنولث ونسج علاقات اقتصادية وصفقات نفطية بين بعض الدول الأسيوية وروسيا وكذلك العلاقة القوية بين روسيا وإيران والعلاقة المتنامية بين السعودية وروسيا ونجاح روسيا على الصعيد الخارجي وخاصة في الاتحاد الأوروبي والدول الصناعية الكبرى والحفاظ على ترسانتها النووية وقوتها ونفوذها العسكري وكذلك صفقاتها العسكرية مع العديد من دول العالم .
أما العملاق الصيني القوي القادم بصمت مرعب عاملاً بالمقولة التي تقول ( الهدوء الذي يسبق العاصفة )، واقتصاد متين لا يمكن الاستهانة به، وخطة اقتصادية وعسكرية إستراتيجية تؤسس إلى بلورة تحالف وربط دول عالمية وحركات تحررية في جميع الأقطار والدول العالمية بها، وتحالفات اقتصادية سياسية , وأزمة التكنولوجيا الالكترونية التي اخترقت الأسواق التي كانت محسوبة على الولايات المتحدة وحلفائها سابقاً وحتى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية الداخلية قد تم اختراقها .
ولقد سخرت الترسانة الإعلامية الأوروبية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص لتحاول وصف الصين بالقوة الاستعمارية الجديدة التي تحاول استعمار القارة السمراء بقوة النفوذ الاقتصادي . بسبب الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة التي أبرمها الرئيس الصيني خلال زيارته الأخيرة لدول القارة السمراء.
وتنامي قوة الهند وباكستان والصين نووياً وكذلك الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق والتقارب الإيراني السعودي والنفوذ الإيراني في المنطقة في دعمه إلى الحركات الدينية ونموها المطرد , وكذلك التحالف الغير معلن بين إيران كوبا وفنزويلا وبعض الدول الأخرى , والبرنامج النووي الإيراني وما يمثله من مصادر قوة لإيران بشكل خاص والمنطقة بشكل عام والتخوف من إعادة رسم التحالفات في المنطقة .
والعراق وما تمثله من قوة مانعة وصلبة أمام الأطماع التوسعية الصهيونية في المنطقة العربية وفي فلسطين ودعمها الكبير للانتفاضة الفلسطينية الباسلة واحتضان التنظيمات الفلسطينية ودعمها ماليا ولوجستياً ودعم صمود الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل المتاحة لديه رغم الحصار والمعاناة الذي يعانيها الشعب العراقي من أثار الحصار الظالم المفروض على الحكومة والشعب العراقي الشقيق ولكن العراق حكومتاً وشعباً لم يدخروا جهداً للدفاع عن المصالح العربية ودعم مقومات الصمود لدى الشعوب العربية , هذا من جانب ومن جانب أخر يعتبر العراق معلم من معالم الحضارة والتراث العربي والإسلامي .
ويعتبر العراق الشقيق أيضاً ثروة علمية قومية لما يمتلكه من ترسانة كبيرة جداً من العلماء والمثقفين في شتى المجالات وهذا يهدد بشكل مباشر وغير مباشر الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني معاً .
ويعتبر العراق الشقيق من أكبر الدول المؤثرة في المنطقة رغم الحصار المفروض علية لما يمتلكه من وضوح في الرؤيا السياسية , وقوة نفطية كبيرة , وبرنامج دعم حركات التحرر العالمية بشكل عام والعربية والفلسطينية بشكل خاص , وهذا يجعل من العراق الشقيق قوة لا يُستهانُ بها .
وهناك العديد من الأمثلة في اصطدام السياسة الخارجية الأمريكية والأطماع التوسعية الصهيونية ولكن اكتفي بهذه الأمثلة التي ذكرتها أعلاه .
بقلم
محمد سعدي حلس
يتبع
اتبعونا في الحلقة القادمة
محمد حلس- مشرف المنتدى الثقافي
- عدد الرسائل : 11
العمر : 48
العمل/الترفيه : موظف
تاريخ التسجيل : 13/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى