جريدة مصر الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاهمال وبرك الموت

اذهب الى الأسفل

الاهمال وبرك الموت Empty الاهمال وبرك الموت

مُساهمة  عزام الحملاوي الثلاثاء يوليو 28, 2009 5:03 am



الإهمال وبرك ا لموت




بقلم الكاتب /أ. عزام الحملاوي


تعتبر الإجازة الصيفية ضيف عزيز ينتظره جميع الأطفال بفارغ الصبر لنفض هموم وجهد موسم دراسي مضني استنزف طاقاتهم و مجهودهم البدني والذهني وخاصة أطفال غزة المحرومين من أبسط حقوقهم في الحياة لذلك نجد جميع الأطفال يفكرون إما في المخيمات الصيفية أو التوجه للبحر لأنهما الوسيلتين الوحيدتين التي يتنفس بها الأطفال فجزأ منهم يفضل قضاء الإجازة على البحر والجزء الآخر من خلال المخيمات الصيفية لكي يتمكن بجانب اللهو واللعب من تنمية مهاراته ومستواه الثقافي والاجتماعي ومن هنا تبدأ الوكالة والتنظيمات والمؤسسات ببدء المخيمات الصيفية والتي لم نسمع عن أي حادثة حصلت من خلالها إلا بعض المؤسسات التي تصر على نفس أخطائها القاتلة التي تفضي إلى الموت نتيجة إهمال المشرفين ومجالس الإدارات لهذه المؤسسات وعدم اكتراثهم بحياة هؤلاء الأطفال والتي أدت إلى وفاة ستة أطفال حتى الآن .

وحادثة اليوم هي حادثة موت الطفل بيان حسن الحملاوي الذي توفى يوم الخميس الموافق 23/7/2009 حيث تلقى دعوة من قبل مركز العلوم والمعرفة التابع لحماس لتكريمه لأنه من الطلبة المتفوقين على الرغم من عدم انتمائه لحماس وتوجه الطفل إلى المركز وقام المركز برحلة مع اثنين من المشرفين إلى نادي نماء الرياضي التابع لحماس في جباليا البلد حيث يوجد بها بركة سباحة وانضم إليهم مشرف ثالث من نادي نماء وعندما نزل الأطفال إلى البركة والتي عمقها 3 متر غادر المنقذ البركة متوجها إلى بيته وكانت الإضاءة غير كافية والمياه قذرة جدا وعند انتهاء السباحة طلب المشرفون من الأطفال الخروج للمغادرة وعند خروج الأطفال انزلقت رجل بيان وسقط في الماء مغميا عليه وظل لمدة ساعتين ولم ينتبه المشرفون الثلاثة لهذا الوضع إلا عند مغادرة الباص واكتشف الطلاب غياب الفقيد وهنا نزل المشرفون وبدأو بالبحث من خلال مصابيح يدوية وتمكنوا بصعوبة من رؤية الجثة لاتساخ المياه وضعف الإضاءة والسؤال هنا أين توجه المشرفون عندما طلبوا من الأطفال الخروج من البركة ؟؟؟ وكيف سمحت لهم أنفسهم بالتوجه للبركة ليلا ونزول المياه رغم ضعف الإنارة واتساخها ؟؟؟ألم يستطيعوا الانتظار للصباح ؟؟؟وكيف سمحوا للمنقذ بمغادرة عمله طالما هناك أطفال ؟؟؟ وهل عمق البركة وارتفاع مياهها يتناسب مع أعمار هذه الفئة من الأطفال؟؟؟ألا يعلم المشرفون أن كل فئة سنية من الأطفال لها برك ذات مواصفات خاصة تتناسب مع أعمارهم. لقد وصل الاستهتار والإهمال بأطفالنا إلى غرق الطفل واستشهاده ولو أدرك المشرفين الأمر مبكرا وكانوا يشرفون على خروج الأطفال من الماء ربما لم يحدث هذا الحادث الأليم مع إيماننا الكامل بقضاء الله وقدره . وهذه هي الحادثة الثانية حيث استشهد طفلا في نفس البركة قبل أربعون يوما وبنفس الأسباب وهي الإهمال . لا أريد هنا أن أمدح الطفل بذكائه الحاد لأن شهادتي مجروحة لكن اسألوا مدير مدرسة الابتدائية (أ) ومدرسيها عن ذكاء هذا الطفل وأخلاقه ثم اسألوا مدير مدرسة ذكور البريج الإعدادية التي يدرس بها حاليا .. اسألوا مدرسيها وكيف كانوا يستعينوا به لشرح الحصص كاملة للطلاب داخل الفصول .. اسألوا مدرب كرة السلة في المدرسة والنادي وعن الجوائز التي حصدها وكيف تنبأ له بأنه سيكون لاعب في منتخب فلسطين الوطني ..اسألوا مسنين الحارة ماذا تحدثوا عنه في العزاء وكيف كان خادمهم أكثر من أبنائهم .. اسألوا مناسبات البريج كيف كان يجمع أصدقائه ويذهب للمشاركة بها سواء كان في الفرح أو الترح .. اسألوا كيف كان يحصل على الطالب المثالي .. ماذا نقول غير لا حول ولا قوة إلا بالله. لقد أصبحت اللامبالاة والاستهتار والإهمال سمة مميزة لجزء كبير من أبناء شعبنا وهذا ما يدفعني لأن أتساءل من هو المقصر هنا ؟؟؟ ومن هو المسئول عن وفاة بيان وما وصلت إليه حالة جدته ووالديه وعائلته ؟؟؟ أهم المشرفين الذين لم يولوا الاهتمام للأطفال وهم في الأتوبيس وعند بركة السباحة ؟؟؟ أم المنقذ الذي ترك عمله عند وصول الأطفال وغادر إلى بيته ؟؟؟ أم مركز العلوم والمعرفة؟ أم نادي نماء الرياضي ؟؟؟ لا أدري على من تقع المسؤولية لكن الشيء الوحيد المتأكد منه أن الإهمال وعدم المبالاة من المشرفين والمنقذ هم سبب معاناة آل حملاوي عموما ووالدي بيان وجدته بشكل خاص وهي نفس المعاناة التي عانتها أسرة الطفل الذي استشهد في نفس البركة قبل أربعون يوما من هذا الحادث الأليم .

لذا أهيب بكافة المسئولين والمؤسسات الحقوقية والمنظمات المدنية الغير حكومية بأن يتخذوا أشد الإجراءات والعقوبات بحق المهملين الذين يستهترون بحياة أطفالنا وغداة مستقبلنا حتى لا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى وأن لاتكون هناك فاجعة ثانية مع فلذة أكبادنا وأني على يقين بأن صوتي سوف يسمعه كل الشرفاء في هذا الوطن الحبيب وأتمنى من الله أن تبقى فلسطين بخير وأطفالها بألف خير لأنهم أملنا في المستقبل ونحن آلي حملاوي لانريد إلا أن يأخذ القانون مجراه حتى يتعظ كافة المهملين و لا تتكرر هذه الماسي .

أما أنت يا عمي, يا حبيبي يا "بيان" فأقول لك والألم يعتصر قلبي والدموع تملأ عيناي

" وداااااااااااااااعا يا بيان"







عزام الحملاوي
عزام الحملاوي
مشرف المنتدى الثقافي
مشرف المنتدى الثقافي

ذكر
عدد الرسائل : 34
العمر : 69
العمل/الترفيه : معلم
تاريخ التسجيل : 03/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى