غزة ورمضان وبداية العام
صفحة 1 من اصل 1
غزة ورمضان وبداية العام
غزة ورمضان وبداية العام
بقلم الكاتب/أ0عزام الحملاوي
يعيش سكان قطاع غزة في أوضاع تعيسة ومزرية, ورغم كل الاستغاثات إلا إن قادتنا لم يستجيبوا, وكان لديهم أذن من طين وأذن من عجين,وهاهو شهر رمضان المبارك على الأبواب, وكذلك العام الدراسي الجديد, فماذا قدم هؤلاء القادة لشعبهم؟؟ هل تذكر هؤلاء القادة الأطفال ومدارسهم ؟؟؟ وهل تذكروا شهر رمضان وتحضيراته لدى أهل غزة ؟؟؟ وهل تذكروا البطالة وارتفاع الأسعار الغريب في غزة ؟؟؟ أعتقد أنكم لم تتذكروا شئ وإلا لما كان حال أهل غزة اليوم هكذا !!! وبالمقابل هل نسي هؤلاء القادة تجهيز أبنائهم للمدارس ؟؟؟ وهل نسوا أن يجهزوا بيوتهم من كل ما تشتهيه الأنفس لشهر رمضان الكريم ؟؟؟ أقولها لا,ولكن ماذا أقول لقادة لم يعالجوا حتى اليوم اثأر الحرب الغاشمة علي غزة التي يعيش شعبها في سجن كبير, سواء بأمر من العدو الصهيوني ,أو بسبب قادة لاينظرون إلا لمصالحهم, فالبيوت مازالت مدمرة,وأناس يعيشون علي صدقات الآخرين, وأطفال يتضورون جوعا,ويتسولون في الشوارع, وآباء عاطلين عن العمل غير قادرين علي الإيفاء باحتياجات أسرهم, وقيادات مشغولة بحياتها الخاصة وجمع الأموال, و غير مكترثين بالحصار الجائر المفروض علي غزة, والذي وكان له الأثر البالغ علي كافة مناحي الحياة 0إن الانهيار في القطاع الاقتصادي,أثر علي الحياة اليومية لسكان القطاع وأوصلهم إلى حياة مأساوية,ولم تتوقف المأساة عند ذلك, فوصلت إلي عجز تقديم المستشفيات لخدمة الطوارئ للمرضي والأطفال, لقد كنا نتحدث سابقا عن انقطاع الكهرباء, ونقص المياه, والطعام والملابس, وأصبحنا اليوم نتحدث عن مرضي بلا رعاية, وموتي بلا أكفان, وعن قبور بلا حجارة, وأطفال بلا رضاعة0 إن شوارع غزة أصبحت اليوم شبه خالية لاتجد الحركة إلا في بداية كل شهر, لقد بدت غزة وكأنها مدينة للأشباح من كثرمايعترى الناس من هموم ومشاكل0 صحيح أن كل مايحدث من مشاكل لهو من صنع التعنت الصهيوني,إلا أن المسؤوليين لهم دور بارز في عدم تخفيف العبء عن المواطن بقدر المستطاع, وان هؤلاء القادة وأسرهم وأطفالهم لايعانوا مايعانيه بقية العامة,والحصار فقط يدفع ثمنه المواطن المقهور0 إن هذا الوضع, ساعد علي تعميقه حالة التشرذم التي يعيشها الشعب الفلسطيني, والتي لايريد قادته الأبرار إنهائها, لأنهم هم الوحيدون المستفيدون من هذا الوضع, وأصبحوا من أصحاب رؤوس الأموال, ومالكي للأراضي والعقارات 0وحتى عندما تصل المساعدات للشعب فإنها لاتصل له, ولا توزع بطريقة عادلة, ويحصل عليها أناس ليسوا في حاجة لها, بالإضافة إلى انك تجدها في الأسواق وبأسعار مرتفعة0 ولكي تصل المساعدات إلي مستحقيها,يجب إن يتم التوزيع عن طريق وكالة الغوث الدولية وبرنامج الغذاء العالمي فقط, ونتيجة لنقص الغذاء, فان سوء التغذية أصبح مرضا ملازما لمعظم سكان غزة ,ولم يعد مقتصرا علي الأطفال, وقد أوضح تقرير اللجنة الدولية لحق الإنسان في التغذية, أن 65% من سكان قطاع غزة يعانون من سوء التغذية,وأن 10.5 % من الأطفال تحت سن العاشرة يعانون من تشوهات عصبية, بالإضافة إلي المياه الغير صالحة للشرب0 إن سكان غزة يحلمون بأن يرفع عنهم هذا الظلم القاسي ,والذي لم يترك لأي شخص مهما بلغت قدرته علي التحمل بأن يحلم, لأن الأحلام أصبحت هي الأخرى من الممنوعات, وإنما المطلوب الاستسلام والاكتفاء بالدعوات والمناشدات لإنهاء هذا العذاب والظلم0 إن هذا الوضع المتردي الذي جعل سكان غزة يعيشون كالأشباح, أدي إلي زيادة الضغط النفسي, فقد رصدت مؤسسة الآثار النفسية والاجتماعية لسكان غزة فوجدت أن: 75.11% يعانون من ضغوطات نفسية, و69.11% يعانون من القلق ,و64.33% يعانون من اللامعيارية, و63.63%اضطراب مابعد الصدمة, و63.25م%من التفاؤل والتشاؤم,و61.84% من الاكتئاب,و60.86%من الاغتراب, و 54.92% من العزلة الاجتماعية, وقد أوصت هذه المؤسسة بالتالي :
1-ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني بما يخدم مصلحة الوطن, ورفع مستوي الوعي من قبل المعنيين بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني0
2-تعزيز دور المجتمع المدني, وإرساء القانون, وبسط العدالة دون تمييز, وفك الحصار مع تأمين فرص العمل , وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني 0
3-زيادة مراكز الإرشاد النفسي, والتعامل مع الأفراد المصابين بالاضطرابات النفسية والاجتماعية, وإنشاء نوادي الشباب الثقافية والنفسية والرياضية0
4- تعامل المهنيين الفلسطينيين المدربين مع الحالات الصعبة, والتدخل العاجل من قبل المؤسسات الدولية مثل اليونيسيف ومؤسسات الصحة النفسية المختلفة0 و الآن ألم يحن الوقت لإلقاء نظرة على هذا الشعب المطحون ولو لمدة شهر رمضان ,شهر المحبة والتسامح والإخاء والتكافل, ألم يحن الوقت لكي يفرح باقي الأطفال بحقائب مدرسية وملابس جديدة مثل أطفالكم . استيقظوا أيها السادة, إن الله لكم بالمرصاد, وسيكون عقابكم شديد بما أنزلتم من ظلم على هذا الشعب الذي قدم لكم كل شيء ولم تقدموا أنتم له أي شئ .
عزام الحملاوي- مشرف المنتدى الثقافي
-
عدد الرسائل : 34
العمر : 69
العمل/الترفيه : معلم
تاريخ التسجيل : 03/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى