الجيش الإسلامي: ثوابت سياسية؟ أم أخطاء مدمرة؟
جريدة مصر الحرة :: المنتدى العام :: سياسة :: تحليلات سياسية
صفحة 1 من اصل 1
الجيش الإسلامي: ثوابت سياسية؟ أم أخطاء مدمرة؟
الجيش الإسلامي: ثوابت سياسية؟ أم أخطاء مدمرة؟
(قراءة في الأحداث)
د. أكرم حجازي / كاتب وأستاذ جامعي
drakramhijazi@yahoo.com
6 / 10 / 2007
في مقالة له نشرتها صحيفة الحياة (4/6/2007) كتب ميسر الشمري مراسلها في الرياض مقالة بعنوان “الجيش الإسلامي ودولة البغدادي” أقتبس منها للكاتب ما هو موضع خلاف مع الجماعات الأخرى، ويهمنا، دون الإخلال بأي مضمون للمقالة: ” تابعت مسيرة “الجيش الإسلامي” في العراق منذ تأسيسه، … وكنت معجباً بطروحات القائمين على الجيش الإسلامي، لأنها (الطروحات) كانت تجمع بين ما هو وطني مستقل وإسلامي معتدل، … وازداد إعجابي … أكثر وأكثر، … لأنني اكتشفت أن مؤسسيه مجموعة من ضباط الجيش العراقي السابق، …”، وما زاد في عجب الزميل هو ما كان قد صرح به جلال الطالباني ولم يصدقه أحد!
لست متأكدا أن الجيش الإسلامي يعترف حتى هذه اللحظة أن مؤسسيه وقادته هم من حزب البعث العراقي سابقا، وهي التهمة التي لطالما نفاها عن نفسه، ولا من كونه جماعة جهادية وطنية وذات توجه إسلامي مستقل. لكن ما أنا متأكد منه أن خطابات البغدادي اشتملت في بعض الأحايين على اتهامات من هذا النوع وأزيد من ذلك وهو يتحدث عمن أسماهم بـ “أدعياء السلفية“. فإذا كان الجيش الإسلامي ذو أصول بعثية وتطلعات وطنية فلماذا لا تكون قيادته صريحة وتعلن ذلك على الملأ؟ ولماذا تضطر إلى التخفي خلف السلفية، دون مبرر، إن كانت هي المقصودة بتصريحات البغدادي وتنفي أو تعرب عن سخطها من هكذا “اتهامات“؟ فأيهما أسهل على الجيش الإسلامي: الإعلان الصريح عن هويته؟ أم الغموض الظاهري بحيث يبدو سلفيا حينا وجهاديا بلا سلف حينا آخر وأخيرا وطنيا صرفا؟
هذه التساؤلات نطرحها لأن الجيش الإسلامي من المفترض أنه جاهد في تربية أعضائه ومنتسبيه على المنهج السلفي ولغة الخطاب الشرعي ودعا غيره إلى الالتزام بالمصطلحات الشرعية وفاخر بالجهاد وليس بالمقاومة واحتج على الآخرين بالشريعة ومواقف العلماء والفقهاء فإذا به عبر التحالف الجديد مع حماس العراق وجامع، واستنادا إلى بيان الإعلان التأسيسي للمجلس السياسي للمقاومة، ينقلب رأسا على عقب. فهل كان بحاجة لمآزق من هذا النوع لو كان خطابه الفكري واضحا منذ البداية؟ ولماذا تصر قيادة الجيش على حشر الأنصار والمؤيدين وحتى الكتاب والمحللين في الزاوية وهم يدافعون عن سياسات الجيش دفاع اليائس إلا من رحمة الله؟ بل لماذا دخلت في عداء سافر مع أغلب الشبكات الجهادية ولاسيما شبكة البراق حتى بات الجيش كحماس العراق يتعرض للطرد من هذه الشبكة وتلك؟ لنستطلع بعض علاقات الجيش والأحداث التي عصفت به لنتثبت فقط من سلامة السياسات التي اتبعتها قيادة الجيش ولمّا تزل ومن طريقة إدارته للصراع مع القوى الأخرى وردود الفعل عليها.
* خلفية الاشتباكات الجارية منذ أسبوعين
في مساء الثامن والعشرين من الشهر الماضي 2007 بثت الجزيرة خبرا في الشريط الإخباري يتحدث عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسلامي وتنظيم القاعدة شمال مدينة سامراء أوقع عشرين قتيلا، وللحق فقد بدا الخبر غريبا في أجواء المصالحة بين الجانبين رغم استمرار الحملات الإعلامية بينهما، وفي الثاني من الشهر الجاري أصدر د. علي النعيمي الناطق الإعلامي باسم الجيش تصريحا صحفيا يقول فيه أن الجيش في “موقف رد الصائل” بعد هجمات أمريكية على منطقة الشاخات التابعة لمنطقة اللطيفية تبعها، في اليوم التالي، هجوم واسع شنه تنظيم القاعدة على المنطقة “أسفر عن استشهاد أربعة من المواطنين العزل ومجاهد من عناصر الجيش الإسلامي غدرا وهدم أربعة عشر منزلا بما فيها من أثاث و ممتلكات تعود لأهل المنطقة“، وهو كذلك منذ أن ارتكب تنظيم القاعدة “جريمة مماثلة قبل أسبوع في مدينة سامراء شمال بغداد إذ قامت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة بمهاجمة مجاهدي الجيش الإسلامي في منطقتي المعتصم والصعيوية جنوب مدينة سامراء مما اضطر مجاهدي الجيش الإسلامي لرد الصائل ودارت وقتها مواجهات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن قتل 18 عنصرا من تنظيم القاعدة كان من بينهم عنصر فارسي”.
في الأثناء لم تصدر أية تعقيبات من قبل دولة العراق الإسلامية على تصريحات الناطق الإعلامي للجيش، ولا من جبهة الجهاد والإصلاح، حتى الآن على الأقل، تجاه ما يجري علما أن الجيش هو أحد مكوناتها الرئيسية، لكن التصريح الذي تحدث عن هجمات على المدنيين، إن صحت، ومواجهات مع الجيش لم يذكر من هم هؤلاء المدنيين؟ ولا أسباب الهجوم الغادر عليهم أو على الجيش الإسلامي ليس في اللطيفية فحسب بل في سامراء وغيرها حيث تعددت مناطق الصدام بين الجانبين. وحقيقة الأمر أن الاحتكاك المسلح وارد بين الفينة والأخرى في بيئة قتال لكن ما هو غير وارد أن يمتد الاحتكاك ليتحول إلى صدامات دامية في أكثر منطقة، فالمشكلة هنا، قطعا، سياسية بالدرجة الأساس حتى لو جاء التصريح على لسان ناطق إعلامي وليس سياسي.
الطريف ليس، فقط، في الغضب الذي اجتاح الشبكات الجهادية وإعلان انسحاب العديد من العناصر التابعة للجيش منه وتراجع أنصاره بل في كم المقالات النوعية التي تحدثت هذه المرة عما أسمته بـ “بفضائح الجيش” في مناطق الصدام. فما أغفله تصريح الناطق الإعلامي عبر عنه العديد من الكتاب وهم يشيرون إلى ضلوع الجيش في تشكيل مجالس صحوة وقوى شرطية في كثير من المناطق ليست المذكورة منها إلا عينات، بما فيها منطقة الشاخات التي تعتبر جزء من مناطق الصحوات، الأمر الذي، على ما يبدو، أثار حفيظة الدولة من هكذا ممارسات باعتبارها أكبر المتضررين. أما روايات شهود العيان فتذهب أبعد من ذلك وهي تشير بالأسماء إلى بعض
يمكنك مطالعة باقي الموضوع على متن الجريدة
http://misralhura.wordpress.com/2007/11/07/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%a7%d8%a8%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9%d8%9f-%d8%a3%d9%85-%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a1/
Filed under
(قراءة في الأحداث)
د. أكرم حجازي / كاتب وأستاذ جامعي
drakramhijazi@yahoo.com
6 / 10 / 2007
في مقالة له نشرتها صحيفة الحياة (4/6/2007) كتب ميسر الشمري مراسلها في الرياض مقالة بعنوان “الجيش الإسلامي ودولة البغدادي” أقتبس منها للكاتب ما هو موضع خلاف مع الجماعات الأخرى، ويهمنا، دون الإخلال بأي مضمون للمقالة: ” تابعت مسيرة “الجيش الإسلامي” في العراق منذ تأسيسه، … وكنت معجباً بطروحات القائمين على الجيش الإسلامي، لأنها (الطروحات) كانت تجمع بين ما هو وطني مستقل وإسلامي معتدل، … وازداد إعجابي … أكثر وأكثر، … لأنني اكتشفت أن مؤسسيه مجموعة من ضباط الجيش العراقي السابق، …”، وما زاد في عجب الزميل هو ما كان قد صرح به جلال الطالباني ولم يصدقه أحد!
لست متأكدا أن الجيش الإسلامي يعترف حتى هذه اللحظة أن مؤسسيه وقادته هم من حزب البعث العراقي سابقا، وهي التهمة التي لطالما نفاها عن نفسه، ولا من كونه جماعة جهادية وطنية وذات توجه إسلامي مستقل. لكن ما أنا متأكد منه أن خطابات البغدادي اشتملت في بعض الأحايين على اتهامات من هذا النوع وأزيد من ذلك وهو يتحدث عمن أسماهم بـ “أدعياء السلفية“. فإذا كان الجيش الإسلامي ذو أصول بعثية وتطلعات وطنية فلماذا لا تكون قيادته صريحة وتعلن ذلك على الملأ؟ ولماذا تضطر إلى التخفي خلف السلفية، دون مبرر، إن كانت هي المقصودة بتصريحات البغدادي وتنفي أو تعرب عن سخطها من هكذا “اتهامات“؟ فأيهما أسهل على الجيش الإسلامي: الإعلان الصريح عن هويته؟ أم الغموض الظاهري بحيث يبدو سلفيا حينا وجهاديا بلا سلف حينا آخر وأخيرا وطنيا صرفا؟
هذه التساؤلات نطرحها لأن الجيش الإسلامي من المفترض أنه جاهد في تربية أعضائه ومنتسبيه على المنهج السلفي ولغة الخطاب الشرعي ودعا غيره إلى الالتزام بالمصطلحات الشرعية وفاخر بالجهاد وليس بالمقاومة واحتج على الآخرين بالشريعة ومواقف العلماء والفقهاء فإذا به عبر التحالف الجديد مع حماس العراق وجامع، واستنادا إلى بيان الإعلان التأسيسي للمجلس السياسي للمقاومة، ينقلب رأسا على عقب. فهل كان بحاجة لمآزق من هذا النوع لو كان خطابه الفكري واضحا منذ البداية؟ ولماذا تصر قيادة الجيش على حشر الأنصار والمؤيدين وحتى الكتاب والمحللين في الزاوية وهم يدافعون عن سياسات الجيش دفاع اليائس إلا من رحمة الله؟ بل لماذا دخلت في عداء سافر مع أغلب الشبكات الجهادية ولاسيما شبكة البراق حتى بات الجيش كحماس العراق يتعرض للطرد من هذه الشبكة وتلك؟ لنستطلع بعض علاقات الجيش والأحداث التي عصفت به لنتثبت فقط من سلامة السياسات التي اتبعتها قيادة الجيش ولمّا تزل ومن طريقة إدارته للصراع مع القوى الأخرى وردود الفعل عليها.
* خلفية الاشتباكات الجارية منذ أسبوعين
في مساء الثامن والعشرين من الشهر الماضي 2007 بثت الجزيرة خبرا في الشريط الإخباري يتحدث عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسلامي وتنظيم القاعدة شمال مدينة سامراء أوقع عشرين قتيلا، وللحق فقد بدا الخبر غريبا في أجواء المصالحة بين الجانبين رغم استمرار الحملات الإعلامية بينهما، وفي الثاني من الشهر الجاري أصدر د. علي النعيمي الناطق الإعلامي باسم الجيش تصريحا صحفيا يقول فيه أن الجيش في “موقف رد الصائل” بعد هجمات أمريكية على منطقة الشاخات التابعة لمنطقة اللطيفية تبعها، في اليوم التالي، هجوم واسع شنه تنظيم القاعدة على المنطقة “أسفر عن استشهاد أربعة من المواطنين العزل ومجاهد من عناصر الجيش الإسلامي غدرا وهدم أربعة عشر منزلا بما فيها من أثاث و ممتلكات تعود لأهل المنطقة“، وهو كذلك منذ أن ارتكب تنظيم القاعدة “جريمة مماثلة قبل أسبوع في مدينة سامراء شمال بغداد إذ قامت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة بمهاجمة مجاهدي الجيش الإسلامي في منطقتي المعتصم والصعيوية جنوب مدينة سامراء مما اضطر مجاهدي الجيش الإسلامي لرد الصائل ودارت وقتها مواجهات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن قتل 18 عنصرا من تنظيم القاعدة كان من بينهم عنصر فارسي”.
في الأثناء لم تصدر أية تعقيبات من قبل دولة العراق الإسلامية على تصريحات الناطق الإعلامي للجيش، ولا من جبهة الجهاد والإصلاح، حتى الآن على الأقل، تجاه ما يجري علما أن الجيش هو أحد مكوناتها الرئيسية، لكن التصريح الذي تحدث عن هجمات على المدنيين، إن صحت، ومواجهات مع الجيش لم يذكر من هم هؤلاء المدنيين؟ ولا أسباب الهجوم الغادر عليهم أو على الجيش الإسلامي ليس في اللطيفية فحسب بل في سامراء وغيرها حيث تعددت مناطق الصدام بين الجانبين. وحقيقة الأمر أن الاحتكاك المسلح وارد بين الفينة والأخرى في بيئة قتال لكن ما هو غير وارد أن يمتد الاحتكاك ليتحول إلى صدامات دامية في أكثر منطقة، فالمشكلة هنا، قطعا، سياسية بالدرجة الأساس حتى لو جاء التصريح على لسان ناطق إعلامي وليس سياسي.
الطريف ليس، فقط، في الغضب الذي اجتاح الشبكات الجهادية وإعلان انسحاب العديد من العناصر التابعة للجيش منه وتراجع أنصاره بل في كم المقالات النوعية التي تحدثت هذه المرة عما أسمته بـ “بفضائح الجيش” في مناطق الصدام. فما أغفله تصريح الناطق الإعلامي عبر عنه العديد من الكتاب وهم يشيرون إلى ضلوع الجيش في تشكيل مجالس صحوة وقوى شرطية في كثير من المناطق ليست المذكورة منها إلا عينات، بما فيها منطقة الشاخات التي تعتبر جزء من مناطق الصحوات، الأمر الذي، على ما يبدو، أثار حفيظة الدولة من هكذا ممارسات باعتبارها أكبر المتضررين. أما روايات شهود العيان فتذهب أبعد من ذلك وهي تشير بالأسماء إلى بعض
يمكنك مطالعة باقي الموضوع على متن الجريدة
http://misralhura.wordpress.com/2007/11/07/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%a7%d8%a8%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9%d8%9f-%d8%a3%d9%85-%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a1/
Filed under
جريدة مصر الحرة :: المنتدى العام :: سياسة :: تحليلات سياسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى